Header Ads

اضطراب الأليكسيثميا Alexithymia

مفهوم الأليكسيثميا    Alexithymia:


يذكر روبينز بام وسكوت جان (2000, 45) أن القدرة على التعبير عن المشاعر تُعد أحد أساسيات التفاعلات الاجتماعية الناجحة, فتلعب المشاعر دورًا أساسيًا في تسيير الحياة, وما يصاحبها من القرارات الشخصية, كما أن نقص الوعى بالمشاعر يمكن أن يكون مدمرًا, وخاصة عند اتخاذ القرارات التي تتوقف عليها مصائرنا وتفاعلاتنا الاجتماعية, وتعاملاتنا عمومًا, وحيث أن تعاملات الحياة متجددة, فلا يكفي فيها التفكير المنطقي فقط, وإنما تتطلب إلى جانبه المشاعر وحكمة العاطفة التي هذبتها الخبرة.

ويعتبر قصور القدرة عن التعبير عن المشاعر, لفظيًّا وغير لفظي, عائقًا من عوائق تحقيق الصحة النفسية للفرد, ويطلق علماء النفس والصحة النفسية, على هذا القصور في تلك القدرة مصطلح الأليكسيثميا (Alexithymia)(هشام عبدالرحمن, 2005, 3). 

ويذكر الطبيب النفسي الأمريكيRuesch (1948, 139- 141) أنه لاحظ الأليكسيثميا في البداية لدى بعض المرضى السيكوسوماتيين, حيث كان يظهر لديهم قصور في التعبير اللفظي عن انفعالاتهم ومشاعرهم الداخلية, وكانوا يستعيضون بالحركات البدنية للتعبير عن مشاعرهم وعواطفهم, كما أن شخصياتهم كانت تظهر بشكل عام على أنها غير ناضجة أو بدائية.

 وقد توصل Sifneos (1973, 256) إلى أن هذا المفهوم يعد يوناني الأصل, فمصطلح الحرف (A) يعنى في اليونانية (فقدان أو نقص), بينما مصطلح (lexis) يعنى(كلمة), ومصطلح (Thymos) يعنى انفعال, ومن ثم تُعرف بأنها غياب الكلمات المعبرة عن المشاعر.

وبدأ سيفنيوس وزملاؤه في مدرسة بوسطن, دراسة التفريغ الكتابي لتسجيلات المقابلات النفس طبية, للمرضى السيكوسوماتيين, فوجدوا فقرًا  كبيرًا في وصف المشاعر والتجارب الحية ونقصًا في التخيل(رولان دورون وفرنسواز باور,1997, 59-60).

وفي عام 1976 كانت الأليكسيثميا هي الموضوع الرئيسي في المؤتمر الحادي عشر للبحوث النفسية السيكوسوماتيه في مدينة هايدلبرج بألمانيا, وفيه اتفقت الآراء أن الأليكسيثميا قد حققت بناء مبدئيًّا؛ لكنها تحتاج إلى المزيد من الابحاث لتحديد ماهيتها بشكل أكبر .(Mattila, 2009, 22).

تعريف الأليكسيثميا  Alexithymia

يشير معجم علم النفس والطب النفسي إلى أن الأليكسيثميا أو "الحبسة الانفعالية" هي حالة من الخيال المحدود, والحياة الانفعالية الفقيرة, يواجه المصابون بها صعوباتٍ في التعرف على حالاتهم الانفعالية ووصفها, ويعطون انطباعًا بأنهم لم يفهموا معنى كلمة مشاعر (جابر عبدالحميد وعلاء الدين كفافي , 1988 ,124).

كما ورد في معجم مصطلحات الطب النفسى أن الأليكسيثميا تعني عجز التعبير وهو عدم القدرة أو صعوبة الوصف للعواطف والانفعالات, أو عدم الدراية بالمشاعر الداخلية (لطفي الشربيني وعادل صادق, 2003 , 7).
وجاء في موسوعة علم النفس أن الأليكسيثميا تعني عجز التعبير الانفعالي, وعجز الكلام عن الانفعالات (رولان دورون وفرنسواز باور, 1997, 59).

ويرى Taylor (1984, 725) أنها مفهوم  يشير إلى نوع من الانزعاج في الأداء النفسي, يتميز بصعوبة في القدرة على التعرف على المشاعر والانفعالات والتعبير عنها, والتوجه المعرفي الخارجي.

ويعرفها Taylor, Bagby & Paker (1997, 30) أنها قصور أو عجز القدرة في المعالجة المعرفية للانفعالات, يعكس صعوبات لدى الفرد في مستوى تنظيم انفعالاته في العلاقات الاجتماعية.

ويذكر Cochrane et al. (1993, 219) أنها تضاؤل أو تقلص في وصف وتحديد المشاعر لفظيًّا, والتمييز بين الحالات الانفعالية المتباينة ومحدودية القدرات التخيلية.

ويصفها Zlotnick, Mattia & Zirnrnerman (2001, 178)  بأنها قصور في القدرة على التعرف والاتصال, والعجز في معالجة العمليات المعرفية المتعلقة ببلورة المشاعر, ومحدودية التخيل.

ويشير هشام عبدالرحمن( 2005, 222) بأنها حالة تصف تلك الصعوبة التي يعانى منها الفرد في القدرة على التعرف على المشاعر, ووصفها, والتمييز بينها وبين الأحاسيس الجسمية الفسيولوجية الناتجة عن الاستثارة الانفعالية الوجدانية, وندرة التخيل, والتوجه المعرفي الخارجي أكثر من الداخلي.

ويرى أبو زيد الشويقي (2008, 62 ) أنها مفهوم  يتضمن خصائص أساسية هي صعوبة تحديد المشاعر الذاتية والتمييز بينها, وصعوبة التعبير عن المشاعر والأحاسيس للأخرين, وأسلوب معرفي متوجه خارجيًّا.

ويظهرها محمد رزق (2009, 822) بأنها سمة وجدانية معرفية, تتضح في وجود قصور في التعامل مع المشاعر والانفعالات, يظهر في صورة صعوبة في التعامل مع المشاعر الذاتية والتمييز بينها, وصعوبة في التواصل اللفظي الوجداني – أي صعوبة التعبير عن المشاعر والأحاسيس للأخرين, نتيجة غياب الكلمات الملائمة لوصف المشاعر- مع عدم وجود اضطراب في الجهاز الصوتي أو ضعف في حاستي السمع والكلام – بالإضافة إلى نقص القدرة على التخيل المرتبط بالمشاعر مما يؤدي إلى نقص في مهارة التعامل مع الآخرين ويكون الفرد مهيئًا للإصابة بالاضطرابات والامراض النفسية والجسمية.

ويوضحها Tolmunen et al. (2010, 40) بأنها عدم قدرة الفرد على التعبير عن المشاعر, والتمييز بين المشاعر والأحاسيس البدنية, فضلا عن عدم القدرة على التمييز بين الحالات العاطفية المختلفة.

ويذكر Nicolò et al. (2011, 37) بأنها مفهوم يتضمن مظاهر مختلفة وهى تحديدًا, صعوبة التعرف على المشاعر, والتمييز بينها وبين الأحاسيس الجسدية, وصعوبة التعبير عنها للأخرين, ومحدودية عمليات التخيل, ونمط تفكير ذو توجه خارجي.
وتعرفها سامية محمد (2012, 272) بأنها خاصية شخصية ثابتة, ومكون معرفي– انفعالي, يتميز بصعوبة التحديد والتعرف على المشاعر, ووصفها والتعبير عنها لفظيًّا وغير لفظيٍّ, وصعوبة التمييز بين الأحاسيس الانفعالية والأحاسيس الجسمية, ونقص في الخيال, والتفكير الموجه خارجيا.

وترى هيام صابر(2013, 84) أنها مفهوم نفسي يشير إلى وجود صعوبات في تحديد الشخص لمشاعره وتعبيره عنها, والأشخاص المصابون بهذه السمة ربما يعانون انفعاليا أو نفسيًّا أو جسديًّا كنتيجة لهذا العجز المعرفي الوجدانى.

ويشير محمود سليمان(2013, 170) بأنها مصطلح يعكس نقص في مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي نتيجة صعوبة القدرة على ترجمة الاشارات العاطفية المستقبلة من الأفراد المحيطين وضعف في القدرات اللغوية التي تمكنهم من القدرة على وصف ما لديهم من مشاعر وأحاسيس إلى الآخرين.

ويبينها Eichhorn et al. (2014, 1)بأنها قصور في التعرف على المشاعر الشخصية ووصفها والتمييز بينها وبين الأحاسيس الجسمية الناتجة عن الاستثارة الانفعالية, إضافة إلى قصور في التعرف على مشاعر الآخرين ووصفها, وندرة التخيل, والتوجه المعرفي الخارجي.

وتعرفها أمينة مصطفي (2014, 286) بأنها صعوبة يجدها الفرد في التعرف على مشاعره, ومشاعر الآخرين والتعبير عنها, ومحدودية الخيال , والتوجه المعرفي الخارجي.


المراجع:

Akkerman, R. L. (1996). Exploring the comorbidity of alexithymia, depressive disorders, and personality disorders in a substance abuse population. Unpublished, ph. D. Thesis. the graduate faculty, Texas Tech University, USA.

Berenbaum, H. (1996). Childhood abuse, alexithymia and personality disorder. Journal of psychosomatic Research, 41(6), 585-595.‏

Bermond, B., Bierman, D. J., Cladder, M. A., Moormann, P. P., & Vorst, H. C. (2010). The cognitive and affective alexithymia dimensions in the regulation of sympathetic responses. International Journal of Psychophysiology, 75(3), 227-233.‏ 

Burch, J. P. (1995). Alexithymia and dissociation.  Unpublished, master of science, the graduate school of the university of Oregon. USA

Celikel, F. C., Kose, S., Erkorkmaz, U., Sayar, K., Cumurcu, B. E., & Cloninger, C. R. (2010). Alexithymia and temperament and character model of personality in patients with major depressive disorder. Comprehensive psychiatry, 51(1), 64-70.‏

Chen, J., Xu, T., Jing, J., & Chan, R. C. (2011). Alexithymia and emotional regulation: A cluster analytical approach. Bio med central psychiatry, 11(1), 1- 6. 

Chung, M. C., & Wall, N. (2013). Alexithymia and posttraumatic stress disorder following asthma attack. Psychiatric Quarterly, 84(3), 287-302.‏

Cilliers, F. (2012). Leadership coaching experiences of clients with Alexithymia. SA Journal of Industrial Psychology, 38(2), 127-137.

Cochrane, C. E., Brewerton, T. D., Wilson, D. B., & Hodges, E. L. (1993). Alexithymia in the eating disorders. International Journal of Eating Disorders, 14(2), 219-222.‏

أمينة مصطفي محمد أبو النجا (2014). تنمية مهارات الذكاء الانفعالي لخفض حدة الأليكسيثميا لدى مجموعة من اطفال المرحلة الابتدائية ذوي صعوبات التعلم. مجلة كلية التربية جامعة الازهر, 4 (157) , 261- 341.

سامية محمد صابر (2012). الالكسيزيميا وعلاقتها بنوعية (جودة) النوم لدى عينة من طلاب وطالبات الجامعة. مجلة دراسات نفسية, 22 (2) , 269- 302.

فاطمة السيد خليفة (2015).اضطراب الهوية الجنسية وعلاقته بالقلق ومفهوم الذات وخبرات الإساءة في مرحلة الطفولة لدي طالبات الجامعة. مجلة الإرشاد النفسي- مصر,(42), 101- 141.

لطفي الشربيني (2003). الطب النفسى وهموم الناس. الإسكندرية: منشأة المعارف.

محمد رزق البحيري (2009). إسهام بعض المتغيرات النفسية في التنبؤ بالأليكسيثميا لدى عينة من الأطفال ذوي صعوبات تعلم القراءة الموهوبين موسيقيا. مجلة دراسات نفسية،19، 815-883.

محمود سليمان شحتي سالم (2013). فعالية العلاج المعرفي السلوكي في تخفيف الأليكسيثميا لدى الأطفال ذوى صعوبات التعلم. مجلة كلية التربية بالعريش, 2 ( 2), 170-180.

هيام صابر صادق شاهين (2013). الأليكسيثميا والرضا عن الحياة لدى عينة من طلبة الجامعة. مجلة كلية التربية(جامعة بنها)مصر, 24(96), 80-112.


ليست هناك تعليقات